جبل حِراء وأهميته في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم)

پوختە

يهدف هذا البحث إلى دراسة وبيان مدى أهمية جبل حِراء في حياة النبي e، ذلك المكان الذي إرتبط به روحياً وجسدياً، منذ مرحلة ما قبل البعثة النبوية الشريفة، إذ كان من عادة الناس الخروج مرةً كل سنة إلى حِراء للتعبد، وكان ذلك في شهر رمضان الذي وافق نزول القرآن فيه، كما قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ...}. (سورة البقرة: 185). وقد شكل هذا الأمر، ألا وهو نزول الوحي عليه e، من على جبل حِراء وفي الغار الذي كان يقع في أعلى قمته، أن ارتبط به رسول الله e إرتباطاً وثيقاً، وذلك لأن الرسول e حتى بعد البعثة فإنه كان يجتمع باصحابه، أو ببعض من يختارهم هو للقاءه على ذلك الجبل، الذي يقع إلى الشمال الشرقي من مكة على مسافة ثلاثة أميال، وهو من أعلى الجبال المشرفة على منى، ففي إحدى لقاءات النبي e مع أصحابه على قمة ذلك الجبل، تحرك الجبل، فأمره النبي e بأن يسكن فسكن الجبل. فضلاً عن أحداث أخرى حدثت للنبي e، عند هذا الجبل الشامخ، مثل أن جبريل u أقرأ خديجة tا السلام على جبل حِراء، وأن جبريل u كان قد علم على هذا الجبل النبي e، كيفية الوضوء والصلاة، وظهور جبريل u للرسول e وهو على قمة جبل حراء، وشهود الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود t، نزول سورة المرسلات على النبي e على جبل حِراء، وأنه لما طلب المشركون من الرسول e، أن يدعو ربه بأن يشق لهم القمر، فإن الله تعالى جعل القمر شقين، حتى رأى الناس جبل حِراء بين شقيه، وكذلك عندما خرج رسول الله e إلى الطائف في السنة العاشرة للبعثه، من أجل نشر دعوته فيها، وبعد رفضهم للاستجابة لدعوته، فإنه e جاء إلى جبل حِراء، ومن هناك أخذ يفاوض بعض زعماء مكة، من أجل أن يدخلها في جوار أحدهم، ومن تلك الأحداث أنه في إحدى الليالي فَقَدَ الصحابة رسول الله e، فخافوا أن يكون قد حدث له مكروه، فلما خرجوا للبحث عنه، رأوه آتياً من قِبل جبل حِراء، فضلاً عن غيرها من الأحداث التي حصلت للنبي e عند هذا المكان، والتي كانت سبباً في إرتباط النبي e به، لذا فإنه كان يلجأ إليه في المحن والمصائب.