مدى تمتع الشعوب الأصلية بالشخصية الدولية

پوختە

يعد القانون الدولي من القوانين التي هي في طور النمو والتطور المستمر بخلاف الكثير من القوانين الاخرى كالقانون المدني، والتطور المستمر هذا ذا علاقة بـجميع مفاصل هذا القانون. الشخصية الدولية تعد من المواضيع التي تشملها هذا التطور خاصة بعد الرأي الافتائي لمحكمة العدل الدولية في 1949 الذي ادى الى تطور مفهوم الشخصية الدولية بشكل كبير. والشخصية القانونية الدولية تكتسب عندما يقر القانون الدولي حقوقاً لوحدة معينة مع تحميلها الالتزامات لكنه لم يقف عند ذلك بل ان التطور مستمر والان نجد ان هذا القانون بدأ يعترف بالشخصية القانونية الدولية للشعوب الاصلية والتي هي جماعة متميزة اجتماعياً وثقافياً وتمتلك مجموعة من السمات والخصائص التي تميزها عن غيرها. وحججنا في ذلك عديدة منها ما هو مستمد من النظرية العامة للشخصية الدولية ومنها ما هي مستمدة من الاتفاقية رقم 169 لعام 1989 الخاصة بالشعوب الاصلية والقبلية واعلان الامم المتحدة بشأن الشعوب الاصلية في 2007، ولا يتوقف الامر عند هذا الحد بل نجد ان القضاء الدولي والفقه يتجه الى الاعتراف بالشخصية الدولية لهذه الشعوب اضافة الى اننا نتلمس نفس التوجه في الممارسات الدولية. وهذا التطور في القانون الدولي مهم جداً سيؤدي في المستقبل الى تطورات اخرى فهذا الاعتراف هو اول اعتراف بالشخصية القانونية الدولية لجماعة بشرية خارج اطار الدولة وهو ما يثير مجموعة تساؤلات من اهمها هل ان الاقليات وبالذات القومية تتمتع بالشخصية الدولية ؟.