الجهود البلاغية عند سيبويه

پوختە

الحمد لله حمداً كثيراً يوافي نعمه ويكافئ مزيده ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً ، أما بعد: تُعَدُّ الجهود البلاغية واحدة من الدراسات المهمة في المجالات الأدبية واللغوية كافة لما ترفده من مواد ومعارف تمكن الباحث البلاغي من الوقوف على جوانب مهمة من جوانب اللغة والأدب عامة والبلاغة خاصة ، إذ لا يخلو كتاب لغوي من مواد مهمة تدخل في البحث البلاغي وعليه ؛ توجهت إلى دراسة الجهود البلاغية عند سيبويه ، فكان هذا البحث ،انتظم البحث في ثلاثة مباحث :مسبوقات بمقدِّمة ومتبوعات بخاتمة ، أما التمهيد: فتحدث عن نشأة علم النحو بشكل موجز، ودور النحاة في نشأة علوم البلاغة وتطويرها، وبعدها جاء المبحث الأول بعنوان: مباحث علم المعاني التي تناولها سيبويه، وتعرَّض المبحث الثاني: لمباحث علم البيان عنده ، وبحث المبحث الثالث : مباحث علم البديع لديه ، أما خاتمة البحث: فسجلت فيها أهم النتائج ؛ ولتشعب هذا الموضوع ودقته أثرٌ في تشعُّب مصادره فكانت : بلاغية ، ولغوية ، وأدبية ، وقد سعى البحث إلى إبراز الجهد البلاغي لعالم لغوي كبير ومشهور وهو سيبويه ، عُرِفَ عنه تأليفه المشهور( الكتاب ) ، ولم يعرف عنه الجهد البلاغي أو التأصيل لفنون البلاغة فكان البحث في حصر الفنون البلاغية في كتابه : (الكتاب) ، والذي يعدُّ من أهم المصادر التي بحثت في كثير من الفنون البلاغية ، فهو كتاب مهم في اللغة والأدب ، وتُعدُّ مثل هذه البحوث تأصيلاً لجهود علماء اللغة ، وإعطائهم حقَّهُم الريادي وإبراز دورهم ، فضلاً عن دوره في بحثه للفنون البلاغية ، فقد أسهمت دراسات اللغويين للجوانب اللغوية والأدبية التي مرَّت عبر عصور مختلفة _ فهمهم للفن البلاغي_ وهذه الجهود التي هي بين أيدينا تعدُّ مادة عظيمة الأثر والمنفعة ؛ ولا سيَّما عند البلاغين والمهتمين خاصة ، وأهل اللغة عامة ، إذ تشكِّل حلقة من حلقات علوم اللغة وآدابها ، في مرحلة من مراحل سِفْرِ أمتنا الخالدة ، نعترف بالفضل لكلِّ من سبقنا في الحديث عن هذا الموضوع ، وأتمنى أن تكون هذه الجهود البلاغية نافعة لدارسي علوم العربية ، وخدمة متواضعة للكتاب الكريم ، ولسنة نبيِّه المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وجهد ينتفع الناس به ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .