المصالح الامريكية الاولى في الصين 1784 - 1844

پوختە

يتعلق البحث بالمصالح الامريكية الاولى في الصين ، ويشير الى ان الولايات المتحدة الامريكية دخلت ميدان التنافس الغربي في البحار الاسيوية والصين متأخرة عن مثيلاتها من الدول الغربية بسبب انشغالها آنذاك بالحرب ضد بريطانيا ، التي انتهت بنيلها الاستقلال سنة 1783 . كما يلقي البحث الضوء على ان وصول السفينة التجارية الامريكية (امبراطورة الصين) الى ميناء كانتون يشكل اول مظاهر التجارة مع الصين . وتشجيعا ًللتجارة الامريكية مع الصين اصدر الكونغرس الامريكي مجموعة من القرارات الخاصة بتخفيض الرسوم الكمركية على بعض السلع المستوردة على متن السفن الامريكية القادمة من الصين . وبالرغم من الخلافات بين الساسة الامريكان حول موضوع التطلع نحو النفوذ السياسي والاستعماري آنذاك لوحظ إن الرئيس الامريكي جورج واشنطن كان من مناصري سياسة التوسع الخارجية لا سيما إن السيطرة على تجارة الصين يعني التحكم بكل الشرق من وجهة نظر الامريكان. ومن المفيد في البحث ملاحظة إن التجار الامريكان ساهموا مساهمة نشيطة بتجارة الافيون في الصين اسوة مع بريطانيا مع فارق واحد هو أن الاخيرة ، وبواسطة شركة الهند الشرقية ، كانت تحتكر زراعة الافيون في الهند ومن ثم تصدره الى الصين ، بينما كان الامريكان يستوردون الافيون من الدولة العثمانية ، حيث كانت صناديق الافيون تقلع من الموانىء التركية ، لتصل الى بحر الصين الجنوبي في رحلة طويلة حول العالم تقريبا ً ،ولم يعبأ التجار الامريكان بهذا الطريق مقابل الارباح التي كانوا يحصلون عليها من هذه التجارة . ولما اصدرت الحكومة الصينية بعض المراسيم لتحريم تجارة الافيون ومنع تعاطيه ، وقفت الولايات المتحدة الى جانب بريطانيا بحرب الافيون الاولى التي انتهت باجبار الصين على عقد معاهدة نانكنج مع بريطانيا ، تلك المعاهدة التي اذلت حكومة الصين وقضت على سيادة حكومة المانشو . وكان من نتائج وقوف الولايات المتحدة الى جانب بريطانيا في الحرب المذكورة ان وقعت معاهدة وانج هيا مع الصين في سنة 1844 ، والتي كانت على غرار معاهدة نانكنج ، ولكنها اختلفت عنها في التفصيلات مع امتيازات اخرى شكلت انتهاكا ً صريحا ً وواضحا ً لسيادة الصين وسلطتها القضائية والدينية والتجارية .