أثر التجارة الدولية على مستويات الفقر لعينة من البلدان النامية للسنوات 2005 و 2011

پوختە

ترتبط قضية الفقر بالتفاوت في قدرات البشر، وظروفهم، ومن أخطر نتائجها هو تآكل الثروة البشرية التي هي أثمن ما في الوجود . ويمثل الفقر عقبة أساسية تواجه التنمية المستدامة، ورفع معدلات النمو الاقتصادي، كما يشكل خطراً على السلام والاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني ، فهو يولد بيئة خصبة تنمو فيها ضروب من الانحراف وأشكال التطرف.تتمثل أهمية هذا البحث في كون الفقر يمثل مشكلة عالمية، تعاني منها معظم بلدان العالم وقد تحول الهدف الرئيسي للتنمية الاقتصادية في العقود الاخيرة من نمو الدخل القومي إلى التركيز على مشكلة الفقر والمساواة بوصفها الموضوع الرئيسي للتنمية . ولما كانت التجارة الدولية تمثل محركاً أساسياً لنمو الدخل القومي فإنها بذلك سوف تؤثر في مستويات الفقر . من هنا فإن مشكلة البحث تتمثل في التساؤل التالي: هل هناك علاقة بين التجارة الدولية والفقر ؟ وما هي طبيعة هذه العلاقة واتجاهاتها؟ وهل تسهم التجارة الدولية في تخفيض مستويات الفقر وتقليل عدد الفقراء من خلال تأثيرها في العديد من المتغيرات الاقتصادية الكلية ؟ ويتلخص هدف البحث في قياس أثر التجارة الدولية في مستويات الفقر في البلدان النامية. إنطلاقا ً من فرضية مفادها أن للتجارة الدولية تأثيراً عكسيا ً مباشراً في مستويات الفقر. ولتحقيق هدف البحث واختبار فرضيته تم اعتماد الأسلوب الكمي لقياس أثر التجارة الدولية في مستويات الفقر في البلدان النامية بالتطبيق على عينة مختارة مكونة من20 بلداً ناميا بإستخدام النماذج القياسية التي تلائم طبيعة البيانات المتاحة.وقد تم اعتماد بيانات المقاطع العرضية لفترتين الاولى تتمثل بعام 2005 و الفترة الثانية عام 2011 . وقد توصل البحث الى ان للتجارة الدولية بشكل عام وحرية التجارة على وجه الخصوص تأثيراً كبيراً في خفض معدلات الفقر في الفترة الاولى، بينما لم يكن لها التأثير ذاته في الفترة الثانية بسبب الأزمة المالية التي تمخضت عنها العديد من السلبيات والتي أثرت بشكل سلبي في معظم المتغيرات الاقتصادية ومن ضمنها التجارة الدولية.