لغة القرآن وهوية الأمة في مواجهة تحديات العولمة

پوختە

تمتاز اللغة بأنها أهم وسيلة للتواصل الاجتماعي وهدفها الأساس هو التعبير عن الأفكار والرغبات والعواطف في منظومة المجموعة البشرية التي تتكلم بها، ويتم بوساطتها التواصل وتناقل المعلومات والقيم والمبادئ والخبرات والرموز والمعتقدات ، وتعدّ اللغة مرآة الأمم وانعكاساً لحضارتها وثقافتها ، وهي في الوقت نفسه مقوم هام من مقومات الهوية الإسلامية التي امتاز بها المسلمون من غيرهم من الأمم ذات الحضارات والثقافات المختلفة ودليل وعيهم بذاتهم الذي بدأ بالتشكل بوقت ليس بالقصير وقد عبروا عن ذلك في شعرهم ونثرهم .وتتعرض العربية اليوم بوصفها لغة القرآن الكريم لهجمات وأخطار داخلية وخارجية تحاول تغيير ملامحها واستبدالها بشبح مختلق يطوف العالم بحثاً عن هوية له وزي يستر جسده العاري بعد تجرده عن زينته التي كان يتفاخر ويسود بها ، وتكمن الإشكالية في تقبل أبنائها لمثل هذا التهديد بحجة التقدم ومواكبة العصر .ولعل محاولة هذا البحث ليست إلا لبنة لتأسيس ما يحفظ للعربية مكانتها ويبين الثراء الفكري والوجه الناصع لها الذي حفظت به الهوية العربية الأسلامية منذ قرون عديدة ، وكشفاً لزيف الثوب القشيب الذي تحاول فرضه بضاعة مزجاة ثقافات تحمل فكراً يحاول هدم بناء أقامت صرحه لغة تمتلك من الأصالة والعمق مما لم تنافسها فيه لغة أخرى .